منتدى نادي الشباب الكويتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نادي الشباب الكويتي

منتدى خاص لنادي الشباب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبو طلب رضي الله عنه هذه أدلة قاطعه بإيمانــــــــــــه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف بن خليفة آل بن علي




المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 26/07/2015

أبو طلب رضي الله عنه هذه أدلة قاطعه بإيمانــــــــــــه Empty
مُساهمةموضوع: أبو طلب رضي الله عنه هذه أدلة قاطعه بإيمانــــــــــــه   أبو طلب رضي الله عنه هذه أدلة قاطعه بإيمانــــــــــــه Emptyالخميس يونيو 02, 2016 1:35 pm

ابوطالب مسلم وهذه هي الادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد وعجل فرجهم
حاز أبو طالب – رضي الله عنه – شرف حماية الدعوة الإسلامية بعد أن تشرّف بكفالة رائدها محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – يتيماً ويافعاً ثم نبياً مرسلاً من ربّ العالمين إلى البشرية جمعاء .

وعلى الرغم من ذلك كله فقد ذهب كثيرون إلى أنه مات كافراً ، وأنه لم يؤمن برسالة السماء أبداً .

وتذهب طائفة أخرى .. إلى أنه عاش جانباً من حياته حنفياً دون الإيمان بالإسلام المحمدي .. بينما يقول آخرون إنه عاش بقية حياته منذ عرف الإسلام على يد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – مضحياً مجاهداً بما يتجاوز تضحية وجهاد أكثر المسلمين .. 1 . واعتمد عؤلاء – أي الذين قالوا بكفره – على بعض الأحاديث المروية التي لا يمكنها الوقوف على قدميها أمام التحقيق العلمي والتثبّت الصحيح .

وتصدّى كثيرون .. للدفاع عن أبي طالب وإثبات إسلامه .. حيث ساقهم هذا المنهج – منهج الدقة والموضوعية – إلى الجزم بإيمان شيخ الأبطح ، وثباته على عقيدته ، وإندفاعه نحو تأييد ابن أخيه – رضي الله عنه – بدافع العقيدة والإسلام ، لا بدافع العصبية القبلية كما يحلو لبعضٍ أن يفسّر به ذلك التأييد 2 .

من هو أبو طالب ؟

هو أبو طالب عم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ووالد الإمام أمير المؤمنين علي – عليه السلام – وجعفر الطيار الشهيد – رضي الله عنه – وطالب وعقيل ، وأبوه هو عبد المطلب جدّ النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لأبيه ، فهو ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .

واسمه عبد مناف ، وقيل عمران ، وقيل شيبة ، وألقابه كثيرة منها : شيخ الأبطح ، وسيد البطحاء ، ورئيس مكة ، وكنيته أبو طالب 3 .

وقد ولد أبو طالب في مكة قبل ولادة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بخمس وثلاثين سنة أي في سنة 535 للميلاد في حجر والده عبد المطلب . وعبد المطلب أو شيبة الحمد – كما يلقّب – معروف بعلمه وحلمه وحكمته ولقد كان مفزع قريش في النوائب ، وملجأها في الأمور ، فهو حكيم قريش وحليمها وحاكمها وشريفها وسيّدها .. ولقد أفصح التاريخ عن بلوغه الغاية في الحكمة وصفاء النفس ، ولذا رفض عبادة الأصنام فوحّد الله سبحانه وتعالى 4 ، ولمعرفة تفاصيل سيرة عبد المطلب يمكن للباحث والمتتبع أن يرجع إلى كتاب السيرة الحلبية أو كتاب بلوغ الأرب للألوسي .

فعند هذا الأب نشأ أبو طالب ، وتربّى على الفضائل والمكارم والتوحيد ، بل ورث – دون إخوته – فضل ومقام ومركز أبيه وشخصيته . ومن لطائف الدهر أن أبا طالب لم يكن ثرياً ولا غنياً بل وكان فقيراً ولا مال له ، علماً أن المال كان عصب الرياسة وشرطها الضروري ، ولكنّ أبا طالب استطاع بمواهبه وأخلاقه وفضائله أن يتجاوز هذا الشرط فيتملك الجاه ، ويستوي على النفوس والمقام الكريم .

وينقل صاحب كتاب شيخ الأبطح أبو طالب عبارات للمؤرخين مثل قولهم : كان أبو طالب حاكم قريش وسيّدها ومرجعها في الملمّات ، وإن السقاية كانت له و إن الرفادة كانت له بعد أبيه وإنه سنّ القسامة في الجاهلية .. وحرّم الخمر على نفسه .. 5 .

فأبو طلب إذاً عمّ النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، وحاضنه وكافله قبل الإسلام ، ولقد ذكر أنه لما ظهرت إمارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده : من يكفل محمداً ؟ قالوا : هو أكيس منا فقل له يختار لنفسه ، فقال عبد المطلب : يا محمد جدك على جناح السفر إلى القيامة ، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك ؟ فنظر – صلى الله عليه وآله وسلم – في وجوههم وزحف إلى عند أبي طالب ، فقال عبد المطلب : يا أبا طالب ، إني قد عرفت ديانتك وأمانتك ، فكن له كما كنت له .. وتضيف فاطمة بنت أسد – رضي الله عنها – صاحبة الرواية فتقول : فلما توفي أخذه أبو طالب ، وكنت أخدمه وكان يدعوني الأم 6 .

إسلام أبي طالب وإيمانه

لقد حاول الكثيرون إثبات إسلام أبي طالب وإيمانه برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بعدة وسائل ، وكان من بينها اختيار أقوال وأبيات من الشعر منسوبة إليه في مواقف عديدة تثبت هذا القول بالبرهان . كيف لا وإقرار العقلاء على أنفسهم حجّة ، وجرياً على سيرتهم نحاول اقتباس بعض الأقوال ثم الأبيات الشعرية مع ذكر مناسباتها لنكشف مع هؤلاء حقيقة ليست بحاجة إلى اكتشاف .

أ – فمن أقواله :

• عندما أراد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إعلان الدعوة وإظهار أمر الإسلام جاء إلى العباس يطلب منه النصرة والشّدة ، فنصحه بأبي طالب ، فذهبا إليه وكان ردّه : اخرج .. فإنك الرفيع كعباً والمنيع حزباً ، والأعلى أباً . والله لا يسلقك لسان إلاّ سلقته ألسن حداد ، واجتذبته سيوف حداد ، والله لتذلّن لك العرب البهم لحاضنها ‍! ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعاً .. ولقد قال : إن من صلبي لنبيّاً ، لوددت أني أدركت ذلك الزمان ، فآمنت به ، فمن أدركه من ولدي فليؤمن به 7 وعند الإعلان وأمام الملأ قال للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم - : قم – يا سيدي – وتكلّم بما تحب ، بلّغ رسالة ربّك ، فأنت الصادق الصدّيق 8 .

• في جوابه لابنه الإمام علي – عليه السلام – حين قال له : يا أبت آمنت بالله وبرسول الله ، وصدّقته بما جاء به ، وصلّيت معه واتبعته ، قال أبو طالب : أما أنه لا يدعوك إلاّ إلى خير ، فالزمه 9 .

• ولعلّ أهم مقالة تدلّ على اهتمامه بحماية النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والإسلام بل على إسلامه وإيمانه ما ورد في وصيته حين قال : يا معشر قريش ! .. وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية الكعبة ، فإن فيها مرضاة للرب ، وقواماً للمعاش ، وثباتاً للوطأة ... صلوا أرحامكم ولا تقطعوها . فإن صلة الرحم منسأة في الأجل ، وزيادة في العدد .. واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت القرون من قبلكم .. وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، فإن فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام .. وإني أوصيكم بمحمد خيراً ، فإنه الأمين في قريش ، والصدّيق في العرب ، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به .. وقد جاءنا بأمرٍ قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن .. وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس وقد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا آمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعفاؤها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأصغت له فؤادها ، وأعطته قيادها ... دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم .. كونوا له ولاة ولحزبه حماة .. والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد . ولو كان لنفسي مدة . وفي أجلي تأخير ، لكففت عنه الهزاهز ، ولدافعت عنه الدواهي 10 .

فهل أصرح من هذا إقراراً بالتوحيد والنبوّة ؟ خصوصاً في قوله : لا يسلك سبيله أحد إلاّ رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد ، وإن كان هو لم يظهر كل ذلك علناً في حياته فقد ذكر في هذه الوصية ان أمر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قد قبله الجنان وأنكره اللسان مخافة الشنآن ؟! .

ب – ومن شعره :

• فمن ذلك قوله عن ولديه :

إن عليــــــــاً وجعفــــــــــــــــــــــــــــراً ثقتــــــــــــي

عنــــــــــد ملمّ الــــــــــزمــــــان والنـــــــــــــــوب

لا تخــــــــــــــــذلا وانصــــــــرا ابن عمكمـــــــــــــا

أخي لأمـــــــي – من بينـــــــــــــهم – وأبــــــــــي

والله لا أخـــــــــــــــــــــــذل النبـــــــــــــــــــــــي ولا

يخـــــــــــــــذلـــــــه مـن بنــــيّ ذو حســــب 11

وهنا لا بدّ من الالتفات إلى أن أبا طالب قد ذكر علياَ وجعفراً فقط من بين أبنائه ، والسّر أنهما وحدهما كانا قد أسلما من بين أولاده حتى ذلك الحين . كما نرى أنه اعتراف منه صريح وإقرار بالنبوّة لا أخذل النبي .

• وقله يهتف لأخيه الحمزة – رضي الله عنه - :

فصبـــــــــــــراً أبا يعلى على ديـــــــــــــــن أحمــــد

وكـــــــــن مظهــــــــــراً للديــــــن وفّقت صابــــراً

وحــــــــــط مـــــــن أتى بالحــــــــق مــــن عند ربّه

بصــــــــــــدق وعـــــــــزم ولا تكن حمز كافـــــراً

فقـــــــــد ســــــــــرّني إذ قـــــــلت إنك مؤمــــــــــن

فكــــــــــن لرســــــــــــول الله فـــــــي الله ناصـراً

ونــــاد قريشـــــــــــــــــاً بالذي قــــــــــــــد أتيتــــــه

جهــــــــاراً ، وقل ما كان أحمـــــــد ساحراً 12

وهنا اعتراف آخر أصرح بإسلامه ويظهر ذلك جلياً في قوله : على دين أحمد وكن مظهراً للدين ... ، ونهيه لحمزة : ولا تكن حمز كافراً وسروره بإسلام حمزة وإيمانه ، ثم في قوله : لرسول الله اعتراف آخر وإقرار بالرسول والرسالة وكذلك نفي السحر عنه .

• وعندما اشتدّ الصراع مع قريش ، وثبت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – على موقفه ، ورفض أبو طالب تسليم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لقريش ، قال أبو طالب : اذهب – يا ابن أخي – فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً ، ثم أنشد يقول :

والله لـــــــــن يصلــــــــــــــــوا إليــــــك بجمعـــــهم

حتــــــــى أوسّـــــــــــد فـــــــي التــــــــراب دفينــا

فاصـــــــــــدع بأمــــــرك ما عليــــــك غضاضـــــة

وابشــــــــــــــر بـــــــذاك وقـــــــرّ منـــــك عيونــا

ودعوتنـــــــــــــي ، وعلمــــــت أنـــــــك ناصحــــي

ولقـــــــــد صــــــــدقت وكنـــــــــت ثــــــــــمّ أمينـا

ولقـــــــــد علمــــــــــت بأن ديـــــــــــــــن محمــــــد

مــــــــن خيـــــــــر أديان البريـــــــــــة دينا 13
رد مع اقتباس
________________________________________
08-05-2003 04:55 PM #2
الباحث
الملف الشخصي
مشاهدة مشاركات المنتدى
عضو

تاريخ التسجيل : Jul 2003
رقم العضوية : 117

وفي البيت الأخير أجلى البراهين على إقراره بدين محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - .

• وليس أصرح من كل ذاك إلاّ ما بعثه من أبيات إلى ملك الحبشة النجاشي وهو يدعوه إلى الإسلام ، ويشكره على حسن ضيافته لابنه جعفر الطيار وسائر المهاجرين حيث يقول :

أتعلــــــــــــم مـــلك الحبـــــــــــــش أن محمـــــــــداً

نبـــــــــي كموســـــى والمسيـــــح ابـــــــــن مريم

أتــــــــى بالهــــــــــدى مثـــــــل الــــــــذي أتيا بـــه

فكــــــل بأمـــــــــــــر الله يهــــــــــدي ويعصـــــــم

وإنـكـــــــم تتلونـــــــــــــــــــه فـــــــــــــي كتابكـــــم

بصــــــــــــــــدق حــــــديثٍ لا حديـــــث الترجّــــــم

فلا تجعلــــــــــــــوا لله نــــــــــــــــــداً وأسلمـــــــوا

فإنّ طريــــــــــــق الحــــــــــــــــــــــق ليس بمظلم

وإنـــــــــك ما تأتيــــــــــــــك منا عصــــابـــــــــــــة

لقصــــــــــــــــدك إلاّ أرجعــــــــــوا بالتكرّم 14

فمما سبق وغيره كثير يعرف صدق ولاء أبي طالب – رضي الله عنه – لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ومحبته له ونصرته إياه حتى في أحلك الظروف وأخطر المواقف . يقول الشيخ المفيد – رضي الله عنه – في هذا الصدد : وذلك ظاهر معروف لا يدفعه إلاّ جاهل ، ولا يجحده إلاّ بهّات معاند ، وفي معناه يقول أبو طالب – رضي الله عنه – في اللامية السائرة المعروفة :

لعمــــــــري لقــــــــــــــد كلّفت وجــــــــــداً بأحمــــد

وأحببتــــــــــه حــــــبّ الحبيــــــــب المواصــــــل

وجـــــــــــدت بنفسي دونـــــــــــــــــــه وحميتــــــــه

ودارأت عنـــــــــــــــــــه بالــــــذرى والكلاكـــــل

فما زال فـــــــــــــي الدنيـــــــــــــــا جمالاً لأهـــــلها

وشينــــــــــا لمـــــــــن عادى وزيـــــــن المحافل

حليـــــــماً رشيـــــــــداً حازماً غيــــــــــــــــر طائش

يوالــــــي إله الخلــــــــــــــق ليــــــــــــس بماحل

فأيــــــــــــــــّده ربّ العبــــــــــــــــــــــاد بنصــــــــرةٍ

وأظهــــــــــــــــر دينــــــــاَ حقّـــــــه غير باطل

ويعلّق الشيخ المفيد بقوله : ومن تأمل هذا المدح عرف منه صدق ولاء صاحبه لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - ، واعترافه بنبوته ، وإقراره بحقه فيما أتى به ، إذ لا فرق بين أن يقول : محمد نبي صادق وما دعا إليه حق صحيح واجب ، وبين قوله :

فأيــــــــــــــــّده ربّ العبــــــــــــــــــــــاد بنصــــــــرةٍ

وأظهــــــــــــــــر دينــــــــاَ حقّـــــــه غير باطـــــل

وفي هذا البيت إقرار – أيضاً – بالتوحيد صريح ، واعتراف لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بالنبوة صحيح ، وفي الذي قبله مثل ذلك ... 15 .

دلائل أخرى

إن إثبات إسلام أبي طالب وإيمانه – رضي الله عنه – لا يحتاج إلى كثير بيان وعناء لكثرة ما ورد تلميحاً وتصريحاً في ذلك .. ولكن ننقل بالنص أيضاً ما ذكره العالم الفاضل الشيخ المفيد المحقق في ذلك ، حيث عقّب على كلام طويل عن أبي طالب – رضي الله عنه – وابنه علي – عليه السلام – فقال :

ومما يؤيّد ما ذكرناه من إيمان أبي طالب – رضي الله عنه – ويزيده بياناً : أنه لما قبض – رحمه الله – أتى أمير المؤمنين – عليه السلام – رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فآذنه بموته فتوجّع توجعاً عظيماً ، وحزن حزناً شديداً ثم قال : امض يا علي فتول غسله وتكفينه وتحنيطه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني . ففعل ذلك أمير المؤمنين – عليه السلام - ، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فرقّ له وقال : وصلتك رحم ، وجزيت خيراً ، فلقد ربّيت وكفلت صغيراً ، وآزرت ونصرت كبيراً ، ثم أقبل على الناس فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : أما والله لأشفعنّ لعمي شفاعة يتعجّب منها أهل الثقلين وردت هذه الرواية في الحجة على المذاهب ص 67 ، والدرجات الرفيعة ص 61 .

ثمّ يضيف الشيخ المفيد بعد نقله الرواية فيقول :

وفي هذا الحديث دليلان على إيمان أبي طالب – رضي الله عنه - :

أحدهما : أمر رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – علياً بغسله وتكفينه دون الحاضرين من أولاده ، إذ كان من حضر منهم سوى أمير المؤمنين – عليه السلام – إذ ذاك على الجاهلية ، لأن جعفراً – رحمه الله – كان يومئذٍ ببلاد الحبشة .. وفي حكم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لعلي – عليه السلام - .. – بأمره إياه بإجراء أحكام المسلمين عليه من الغسل والتطهير والتحنيط والتكفين والمواراة – شاهد صدق في إيمانه على ما بيّناه .

والدليل الآخر : دعاء النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بالخيرات ووعد أمّته فيه بالشفاعة إلى الله ، وإتباعه بالثناء والحمد والدعاء ... ولو كان أبو طالب مات كافراً لما وسع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – الثناء عليه بعد الموت والدعاء له بشيء من الخير .. قال تعالى : { ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره } .. وإذا كان الأمر على ما وصفناه ثبت أن أبا طالب – رضي الله عنه – مات مؤمناً ، بدلالة فعله ومقاله ، وفعل نبي الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ومقاله حسبما شرحناه .

ثم يقول الشيخ المفيد – رضي الله عنه – في المكان نفسه :

ويؤكد ذلك ما أجمع عليه أهل النقل من العامة والخاصة ، ورواه أصحاب الحديث عن رجالهم الثقاة ، من أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – سئل فقيل له : ما تقول في عمك أبي طالب يا رسول الله وترجو له ؟ فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : أرجو له كل خير من ربي .

فلولا أنه – رحمه الله – مات على الإيمان لما جاز من رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – رجاء الخيرات له من الله عزّ وجل مع ما قطع تعالى به في القرآن وعلى لسان نبيّه – صلى الله عليه وآله وسلم – من خلود الكفار في النار ، وحرمان الله لهم من سائر الخيرات ، وتأبيدهم في العذاب على وجه الاستحقاق والهوان 16 .

وهكذا يثبت أن أبا طالب – رضي الله عنه – قد أسلم وحسن إسلامه ، وإن كان يذكر أنه ظلّ يتكتم في إيمانه أمام قريش حتى يبقي على إمكانية الحوار معهم والوساطة بينهم وبين رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وإلاّ لكانت قريش استطاعت أن تحاربه علناً ، وتسحب بساط الزعامة من تحت قدميه لأنه يصبح شريكاً مع النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في تسفيه أحلامهم والاستهزاء بآلهتهم .

وبهذا – كما بغيره من الدلائل – يبطل ادّعاء تكفير أبي طالب – رضي الله عنه – كما دأب عليه البعض دون حجة وبرهان .

الهوامش

1 شيخ الأبطح أو أبو طالب / السيد محمد علي شرف الدين / دار الأرقم – صور / مقدمة العلاّمة الشيخ محمد مهدي شمس الدين .

2 إيمان أبي طالب والشذرات الذهبية / لبيب بيضون / مقدمة المحقق الشيخ محمد حسن آل ياسين لرسالة الشيخ المفيد ره .

3 شيخ الأبطح / م . س / ص 17 .

4 م . ن . ص 19 .

5 م . ن . ص 22 .

6 فاطمة بنت أسد / الد . الشيخ محمد هادي الأميني / نشر مؤسسة البلاغ – بيروت / ط‍ 1 / 1990/ ص 18 / نقلاً عن عدة مصادر ومراجع .

7 أبو طالب مؤمن قريش / عبد الله الخنيزي/ دار التعارف للمطبوعات – بيروت /ط 4 – 1978/ص 145 / نقلا عن عدة مصادر مهمة .

8 م . ن . ص 148 .

9 م . ن . ص 153 نقلاً عن عدة مصادر كالطبري والإصابة والسيرة الهشامية والنبوية والحلبية وغيرها كثير ...

10 م . ن . ص 210 – 211 نقلاً عن السيرة النبوية والحلبية وثمرات الأوراق ، وأضيفت في كتاب شيخ الأبطح ص 39 جملة غير أني أشهد بشهادته ، وأعظّم مقالته ، وذكرها أي الجملة مع كامل الوصية صاحب أعيان الشيعة السيد محسن الأمين رض في موسوعته . وكذلك صاحب الغدير وغيره .

11 و 12 م . ن . نقلاً عن عدة مصادر مهمة .

13 القول وألأبيات نقلها الخنيزي في الكتاب نفسه عن عدة مصادر وأسانيد خصوصاً مصادر أهل السنة ص 161 .

14 م .ن . ص 183 عن عدة مصادر ومراجع .

15 رسالة في إيمان أبي طالب / الشيخ المفيد / راجع في ذلك إيمان أبي طالب .../ لبيب بيضون / م . س / ص 5 . وقد نقل القصيدة عن عدة مراجع ومصادر مهمة .

17 م . ن . ص 13
رد مع اقتباس
________________________________________
08-05-2003 05:57 PM #3
فارس النهار
الملف الشخصي
مشاهدة مشاركات المنتدى
عضو

تاريخ التسجيل : Jun 2003
رقم العضوية : 57
الاقامة : مصر

الباحث /
أنت تكثر من المواضيع ثم تهرب من الأسئلة .. ولكن لا بأس حتى يعرف القراء حقيقتكم ..

هذا الموضوع .. معظم مصادرك رافضي ... وهذه ليست بحجة علينا بل عليكم ..
وحين تعزو إلى السنة طبعا أنا عارف إنك ناسخ ولاصق لكني سأخاطبك تجوزا ..
حين تعزو إلى السنة فإنك تقول :
9 م . ن . ص 153 نقلاً عن عدة مصادر كالطبري والإصابة والسيرة الهشامية والنبوية والحلبية وغيرها كثير

أين هذا .. هل تتوقع أن نفتح هذه الكتب بحثا عما كتبت إيمانا منا بصدقك !!!!

ثم انظر إلى إدعاء عالمكم المفيد حيث يقول :
ويؤكد ذلك ما أجمع عليه أهل النقل من العامة والخاصة ، ورواه أصحاب الحديث عن رجالهم الثقاة ، من أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – سئل فقيل له : ما تقول في عمك أبي طالب يا رسول الله وترجو له ؟ فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : أرجو له كل خير من ربي ..

أين هذا الإجماع من العامة [ يعني أهل السنة ] ؟؟
هلا ذكرت لنا من أين جاء بهذا الإجماع .. أم أنك ستهرب كعادتك ..

ثم إني أرسل إليك بهذا الصاروخ :

تفسير القمي : علي بن إبراهيم في تفسيره قوله تعالى: { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص:56] ، قال: نزلت في أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: يا عم قل لا إله إلا الله أنفعك بها يوم القيامة ، فيقول يابن أخي أنا أعلم بنفسي فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم بها عند الموت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما أنا فلم أسمعها منه وأرجوا انفعه يوم القيامة .. تفسير القمي 2 / 142 , القصص ص: 56 والبرهان 3 / 230 .

تحياتي ..
فارس النهار .


توقيع العضو فارس النهار










رد مع اقتباس
________________________________________
08-08-2003 04:44 PM #4
عبد المؤمن
زائر
تاريخ التسجيل :
رقم العضوية :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى : " ولا تمسكوا بعصم الكوافر "
الدليل على ان ابوطالب مسلم هو ان زوجته فاطمة بنت اسد "ام الامام على عليهما السلام هى مسلمة حقا وصدقا ولو ان ابو طالب كان كافرا لما تركها الرسول بعصمته وذلك لقوله تعالى : " ولا تمسكوا بعصم الكوافر "
وهذا هو دليل اسلام فاطمة بنت اسد عليها السلام :
1ـهي بمنزلة الام لرسول الله ص و...
الحديث:

1 قال الشيخ المفيد:و امه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف،و كانت كالأم لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ربي في حجرها،و كان صلى الله عليه و آله شاكرا لبرها،و آمنت به في الأولين و هاجرت معه في جملة المهاجرين،و لما قبضها الله تعالى إليه،كفنها النبي صلى الله عليه و آله بقميصه ليدرء به عنها هو ام الأرض و توسد في قبرها،لتأمن بذلك ضغطة القبر،و لقنها الإقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين عليه السلام ،لتجيب به عند المسألة بعد الدفن،فخصها بهذا الفضل العظيم لمنزلتها من الله عز و جل،و منه عليه السلام ،و الخبر بذلك مشهور 1 .

2 قال العلامة الأربلي:و امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،و كانت من رسول الله صلى الله عليه و آله بمنزلة الأم،ربته في حجرها،و كانت من السابقات إلى الإيمان و هاجرت معه إلى المدينة،و كفنها النبي صلى الله عليه و آله بقميصه الى آخر 2 .

3 قال ابن عبد البر المالكي:و ام علي بن أبي طالب عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،و هي أول هاشمية ولدت لهاشمي توفيت مسلمة قبل الهجرة و قيل:إنها هاجرت 3 .

4 قال ابن الجوزي الحنفي:و هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،أسلمت و هاجرت إلى المدينة،و توفيت بها سنة أربع من الهجرة،و شهد رسول الله صلى الله عليه و آله جنازتها،و صلى عليها و دعا لها،و دفع لها قميصه فألبسها إياه عند تكفينها.

5 ثم قال:و قال الزهري:و كان رسول الله صلى الله عليه و آله يزورها و يقيل عندها في بيتها،و كانت صالحة.

6 ثم قال:عن ابن عباس:و فيها نزلت يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك 4 الآية قال:و هي أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية حافية،و هي أول امرأة بايعت محمدا رسول الله صلى الله عليه و آله بمكة بعد خديجة.

7 قال الزهري:سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول:يحشر الناس يوم القيامة عراة،فقالت:وا سوأتاه.

فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله :«فاني اسأل الله أن يبعثك كاسية».

قال:و سمعته يقولـأو يذكرـعذاب القبر،فقالت:وا ضعفاه،فقال:«إني أسأل الله أن يكفيك ذلك» 5 .

8 قال ابن الصباغ المالكي:امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف تجتمع هي و أبو طالب في هاشم،أسلمت و هاجرت مع النبي صلى الله عليه و آله و كانت من السابقات إلى الإيمان بمنزلة الأم من النبي صلى الله عليه و آله ،فلما ماتت كفنها النبي صلى الله عليه و آله بقميصه و أمر اسامة بن زيد و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و غلاما أسود فحفروا قبرها،فلما بلغوا لحدهاحفره رسول الله صلى الله عليه و آله بيديه و أخرج ترابه،فلما فرغ اضطجع فيه،و قال:

«الحمد لله الذي يحيي و يميت و هو حي لا يموت،اللهم اغفر لامي فاطمة بنت أسد،و لقنها حجتها،و وسع عليها مدخلها بحق نبيك محمد و الأنبياء الذين من قبلي،فإنك أرحم الراحمين» .

فقيل:يا رسول الله،رايناك وضعت شيئا لم تكن وضعته بأحد قبلها؟

فقال صلى الله عليه و آله :«ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة،و اضطجعت في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر،إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا إلي بعد أبي طالب عليه السلام 6 .

و روى نحوه العلامة الحمويني في فرائد السمطين 7 .

2ـما قاله جعفر بن محمد الصادق ع في حقها
في الكافي الشريف بسنده عن محمد بن جمهور،عن بعض أصحابنا،عن أبي عبد الله عليه السلام ،قال:«إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله من مكة إلى المدينة على قدميها،و كانت من أبر الناس برسول الله صلى الله عليه و آله ،فسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و هو يقول:إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا،فقالت:وا سوأتاه،فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله :فاني أسأل الله أن يبعثك كاسية.و سمعته يذكر ضغطة القبر فقالت:وا ضعفاه،فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله :فاني أسأل الله أنـيكفيك ذلك.

و قالت لرسول الله صلى الله عليه و آله يوما:إني اريد أن أعتق جاريتي هذه،فقال لها :إن فعلت أعتق الله بكل عضو منها عضوا منك من النار،فلما مرضت أوصت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و أمرت أن يعتق خادمها،و اعتقل لسانها فجعلت تومي‏ء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله إيماء،فقبل رسول الله صلى الله عليه و آله وصيتها.

فبينما هو صلى الله عليه و آله ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين عليه السلام و هو يبكي،فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله :ما يبكيك؟فقال عليه السلام :ماتت امي فاطمة،فقال رسول الله صلى الله عليه و آله :و امي و الله،و قام مسرعا حتى دخل فنظر إليها و بكى،ثم أمر النساء أن يغسلنها،و قال: صلى الله عليه و آله :إذا فرغتن،فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني،فلما فرغن أعلمنه بذلك فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جسده و أمرهن أن يكفنها فيه،و قال للمسلمين:إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته.

فلما فرغن من غسلها و كفنها دخل صلى الله عليه و آله فحمل جنازتها على عاتقه،فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها،ثم وضعها و دخل القبر فاضطجع فيه،ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر،ثم انكب عليها طويلا يناجيها،و يقول لها:ابنك،ابنك،ابنك،ثم خرج و سوى عليها،ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول:لا اله إلا الله،اللهم إني استودعها إياك.

ثم انصرف فقال له المسلمون:إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم؟فقال:اليوم فقدت بر أبي طالب،إن كانت ليكون عندها الشي‏ء فتؤثرني به على نفسها و ولدها،و إني ذكرت القيامة و إن الناس يحشرون عراة،فقالت:وا سوأتاه فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية،و ذكرت ضغطة القبر،فقالت:و اضعفاه،فضمنت لها ان يكفيها الله ذلك،فكفنتها بقميصي و اضطجعت في قبرها لذلك،و انكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه،فإنها سئلت عن ربها،فقالت:و سئلت عن رسولها فأجابت،و سئلت عن وليها و إمامها فارتج عليها،فقلت:ابنك،ابنك،ابنك 8 .

3ـرواية انس ما صنعه رسول الله«ص»
يوم تشيعها و ما قاله«ص»فيها:

روي في مرآة العقول بإسناد المخالفين عن أنس بن مالك،قال:لما ماتت فاطمة بنت أسد دخل إليها رسول الله صلى الله عليه و آله ،فجلس عند رأسها،و قال:«رحمك الله يا امي كنت امي بعد امي،تجوعين و تشبعيني،و تعرين و تكسيني،و تمتعين نفسك طيب الطعام و تطعميني،تريدين بذلك وجه الله و الآخرة.

و غمضها،ثم أمر أن تغسل بالماء ثلاثا،فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه و آله بيده،ثم خلع قميصه فألبسه إياها و كفنت،و دعا لها اسامة بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه و آله و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و غلاما أسود فحفروا لها قبرها،فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه و آله بيده،و أخرج ترابه و دخل رسول الله صلى الله عليه و آله قبرها فاضطجع فيه.

ثم قال:«الله الذي يحيي و يميت،و هو حي لا يموت،اللهم اغفر لامي فاطمة بنت أسد بن هاشم،و لقنها حجتها،و وسع عليها مدخلها بحق نبيك‏و الأنبياء من قبلي،فانك أرحم الراحمين»و أدخلها رسول الله صلى الله عليه و آله اللحد و العباس و أبو بكر 9 .

و لا شك أن فاطمة بنت أسد تعد فضيلة و منقبة لعلي عليه السلام «أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسك من مدلهمات ثيابها».

تعليقات:

1 ارشاد المفيد ص 8 الباب 1 من الفصل .1

2 كشف الغمة باب المناقب ج 1 ص .82

3 الاستيعاب بهامش الاصابة لابن حجر ج 3 ص .26

4 سورة الممتحنة: .12

5 تذكرة الخواص لابن الجوزي الحنفي ص .20

6 الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص .31

7 فرائد السمطين ج 1 ص 328 رقم الحديث .308

8 اصول الكافي ج 1 ص .453

9 مرآة العقول ج 5 ص .278

الفصول المائة ج 1 ص 81

تأليف: السيد اصغر ناظم‏زاده قمى‏
إثبات إيمان أبوطالب(ع) من كتب أهل السنة

--------------------------------------------------------------------------------

تمهيد لكتاب أسنى المطالب


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضي الله عن أصحابه البررة المتقين المنتجبين .
أما بعد :
فالسيد أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يحوط النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحميه ويدافع عنه وحبس معه في الشعب(1) عند فرض قريش الحصار عليه صلى الله عليه وآله وسلم ونقلت أشعار عن السيد أبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن دينه هو دين الحق إلى غير ذلك ، وسمي عام وفاته هو والسيدة خديجة عام الحزن فهل يعقل أن هذا الشخص لم يؤمن وأنه مات على الكفر بعد هذا كله ؟!
فلنعقد ههنا فصولاً لنصل إلى حقيقة الأمر في إيمان أبي طالب فنقول :





فصل


سرد ما ورد من أنه كان ينصر الدين ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويمدح النبي والإسلام
ويمكننا أن نلخص هذا الأمر بالنقاط التالية :
1- لقـــد اعترف الجميع حتى القائلون بكفـــر أبي طالــب رضي الله عنه على أنه كان ينصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمنعه ، ومن ذلك قول الحافظ ابن حجر في (( الفتح ))(2) (7/194) : (( واستمر على نصره بعد أن بعث إلى أن مات أبو طالب ... وكان يذب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويرد عنه كل من يؤذيه ))(3) .
وثبت عن ابن مسعود أنه قال : (( فأما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ))(4) .
وروى البخاري (3883) ومسلم (209) عن العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك ... ))(5) .
وفي روايةٍ لمسلم (209) : ((كان يحوطك وينصرك )) .
2- وقال أبو طالب مادحاً النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
وأبيض يُسْتَسْقَى الغمام بوجهه
يلوذ به الهُلاك من آل هاشم
ثمال اليتامى عصمة للأرامل(6)
فهم عنده في نعمة وفواضل

قال ابن كثير(7) : إن هذه القصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلا مَنْ نُسِبَت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى .
وأخرج البيهقي(Cool عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشكا الجدب والقحط وأنشد أبياتاً ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ودعا فما رَدَّ يديه حتى ألقت السماء بأبراقها ، ثم بعــد ذلك جاؤا يضجـون من كثرة المطر خوف الغرق ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( اللهم حوالينا ولا علينا ))(9) .
وضحك صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال :
(( لله در أبي طالب لو كان حياً لَقَرَّتْ عيناه ، مَنْ ينشدنا قوله ؟ )) فقال علي رضي الله عنه وكرم وجهه : كأنك تريد قوله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثِمَال اليتامى عصمة للأرامــل
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( أجل ))(10) .
3- ومما يدل على إيمانه من شعره : ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/194) : [ وأخباره في حياطته والذب عنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ معروفة مشهورة ، ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسـد في التراب دفينــا
وقوله :
كذبتم وبيت الله نبزي محمداً ولما نقاتل حـوله ونناضـل ] .
انتهى من (( فتح الباري )) .
ومن المشهور عنه أيضاً :
والله لن يصلوا اليك بجمعهم
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
ودعوتني وعلمت أنك صادق
ولقد علمت بأن دين محمد
حتى أوسد في التراب دفينا
وابشر بذاك وقر منك عيونا
ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا
من خير أديان البرية دينا

وهذه الأبيات ذكرها القرطبي في (( تفسيره )) (6/406)(11) .
4- عام الحزن ، وقد حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موت عمه أبي طالب وزوجته خديجة في السنة العاشرة للبعثة وسمي ذلك العام عام الحزن(12) .
وقال الحاكم في (( المستدرك )) (2/621) : (( وتواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما مات عمه أبو طالب لقي هو والمسلمون أذى من المشركين بعد موته .. )) .
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً تهجمـوا على أذيته قال : يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُ فَقْدَك(13) .
وبعد هذا كله نقول : رجل ربَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاف عليه ونصره وحماه من أعدائه وله أشعار في صحة دينه وفي مدحه وحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لموته محال أن يكون إلا مسلماً مؤمناً .
ولماذا لا يكون حاله كمؤمن آل فرعون الذي قال الله تعالى عنه : { وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يكن كاذباً فعليه كذبه وإن يكن صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب } غافر : 28 .
فإن قالوا : للأحاديث الصحيحة الواردة في أنه مات على الكفر ..
قلنا : لم تصح هذه الأحاديث عندنا لما سنبينه إن شاء الله تعالى وهي من صنع الأمويين وأذنابهم الذين كانوا يشتمون سيدنا علياً وآل البيت ويحتقرونهم ، والذين جعلوا أبويه صلى الله عليه وآله وسلم في النار .


فصل



ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب


روى البخاري (3884) ومسلم (24) عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ :
(( أَيْ عَمِّ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَالا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( لاسْتَغْفِــرَنَّ لَكَ مَـا لَـمْ أُنْهَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَنَزَلَتْ { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } (14) .
أقول : هذا حديث شاذ مردود غير مقبول ولا يجوز التعويل عليه ! وبيان ذلك :
اعترف الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن في نزولها في أبي طالب نظر ، وهذا طعن صريح في حديث ابن المسيب عن أبيه في رواية قصة موت أبي طالب التي في الصحيحين .
وذكر في الفتح (8/508) أنها نزلت في عمه وقال : (( هذا فيه إشكال ، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقاً ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أتى
قبر أمه(15) لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية ، والأصل عدم تكرر النزول )) .
أقول : وقوله هنا ( ثبت ) أنها نزلت لما أتى قبر أمه . باطل مردود لا سيما وهي من أهل الفترة(16) .
وجاء في مسند أحمد (1/99و130) كما أقر بذلك الحافظ في (( الفتح )) (8/508) عن سيدنا علي عليه السلام قال : سمعت رجلاً يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله { ما كان للنبي ..} الآية . وهذا حديث صحيح الإسناد(17) .
وهذه الروايات توجب الاضطراب في سبب نزول الآية وعدم صحة الاستدلال بها على أنها نزلت في أبي طالب أو في والدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وانظر كيف ينزلون الآيات وينقلون الأحاديث في الطعن في أمه صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه وعمه وهناك أحاديث ذكرناها في موضوع ( عذاب القبر )(18) يُذكر فيها أن القبر ضم بنتيه صلى الله عليه وآله وسلم وابنه القاسم عليهم سلام الله تعالى وهذا يدلك إلى أن أيدي النواصب الأثيمة التي كانت صاحبة النفوذ والدولة في العهد الأموي والعباسي أدخلت وصنعت تلك الروايات وبثتها ليعتقدها الناس ، ونحن والحمد لله تعالى لسنا ممن ينطلي عليهم ذلك .
وبهذا بطل الحديث وبالتالي بطل كون هاتين الآيتين نزلتا في أبي طالب .
بيان الأوجه الأخرى التي لا يصح بها نزول { إنك لا تهدي من أحببت } في أبي طالب :
وأما قوله تعالى { إنك لا تهدي من أحببت .. } الآية ، فيمكن الجواب عنها من أوجه منها :
1- أن سياق الآية هو : { وإذا سمعـوا اللغو أعرضـوا عنه وقالوا لنا أعمالنـا ولكم أعمالكـم سلام عليكم لا نبتغي الجاهليـن ، إنك لا تهـدي من أحببت ولكــن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتديــن ، وقالـوا إن نتبع الهـدى معـك نتخطـف مـن أرضنـا أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون } القصص : 55-57 .
وهذا خطاب لجماعة وليس لأبي طالب مثل قوله تعالى { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } ! وأبو طالب لم يخف أن يتخطف من أرضه بدليل مناصرته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو خاف من ذلك لما دافع عنه وحصر في الشعب معه إلى آخر ما هو معلوم !
2- كيف يصح عود الضمير على أبي طالب في قوله تعالى { من أحببتَ } (19) وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يحب الكفار ! فقد قال تعـالى ﴿ إنه لا يحب الكافرين ﴾ الروم : 45 ، وقال تعالى : ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم ... ﴾ الآية ، المجادلة : 22 .
( تنبيه ) : لاحظوا كيف آل الأمر في أن تَجْعَل العوامل الأموية الناصبية عم النبي ووالديه عليهم سلام الله تعالى في النار(20) وكيف يدافعون عن أبي سفيان ومعاوية الذي بقي عدواً لآل البيت معلناً ذلك مقترفاً للمعاصي حتى مات .
بل وصل الحال بهم وبأذنابهم المعاصرين أن يدافعوا عن مروان بن الحكم ووالده طريد رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جـاء فيهما قول النبي صلى الله عليــه وآله
وسلم (( إنه الوزغ ابن الوزغ ))(21) ، وكذا يدافعون عن يزيد والحجاج وأمثال هؤلاء الظالمين ويصنفوا فيهم التصانيف للذب عنهم !
أعاذنا الله تعالى من هذا الظلم المبين !
وبقي هنا أن نقول : بأن أبا هريرة روى أن آية { إنك لا تهــدي من أحببت } نزلت في أبي طالب عند مسلم (رقم25) !
ونجيب : بأن في سنـد هذه الــرواية يزيد بن كيســان وهـو ضعيـف كما سيـأتي في التعليـق على بعض أحــاديث هذا الكتـاب وراويه أبو هـريرة لم يحضـر القصـة لأنه أسلـم سنة سبـتع من الهجرة كما يقولـون ! فهـو عـلى أقل التقـديرات رواهـا عـن حديث ابن المسيب وقد أبطلناه ! والتحقيق أن كل ذلك من تلاعب الأيدي الناصبية الأثيمة !
فحديث أبي هريرة هنا إن صح عنه ولم يكن موضوعاً فهو من مرسلات الصحابة وكان ينبغي أن يخبرنا عمن رواه ! لا سيما وأنه أرسل أحاديث ثم حوقق فيها فتبين بعد ذلك أنها لا تصح(22) !
[ فائدة ] : بيان أن هناك أحاديث في الصحيحين وغيرهما زعموا فيها أن هناك آيات نزلت في فلان أو في حوادث معينة وليس الأمر كذلك :
1- جاء في البخاري (3812) أن آية { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم } نزلت في عبدالله بن سلام الإسرائيلي !!
ونقل الحافظ في الشرح (7/130) أنه مشكل ونقل إنكار ذلك عن بعض السلف فقال : (( وقد استنكر الشعبي فيما رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في عبدالله بن سلام لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية )) ، ثم نقل تمحلاً مردوداً في تأويل ذلك !
وقال ابن كثير في تفسيره (4/168) : (( فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبدالله بن سلام )) . والحديث في فضائل ابن سلام(23) باطل عندنا لا يصح !
2- ذكر الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (10/230) في شرح الحديث الذي فيه ذكر سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ذلك كان سبب نزول المعوذتين ! وهذا غير صحيح لأن المعوذتين مكيتان وقضية السحر مدنية(24) !
بقية الأحاديث التي ذكروا فيها أن أبا طالب مات على كفره :
أورد البخاري في صحيحه(25) ثلاثة أحاديث يستدل بها كفر أبي طالب وكونه في النار !! منها حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبيه الذي فيه نزول آيتين في إثبـــات
كفر أبي طالب وقد قدمنا الكلام على ذلك وإبطاله ورده ، وبقي الحديثان الآخران وهما :
1- حديث عبدالله بن الحارث قال : حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما أغنيت عن عمك ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟
قال : (( هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل
من النار )) .
قلت : هذا غير صحيح البتة عندنا ! فلا يليق بالعباس رضي الله عنه أن يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ( ما أغنيت عن عمك ؟! ) !
وأمـا من الناحيـة الحديثيـة : فقــــد روى هـــــــذا الحـديث ابـن سعــد فـي (( الطبقات )) (1/125) ولفظــه عن العبــــاس رضي الله عنهــما أنه ســـأل رســول الله صـلى الله عليـه وآله وسلـم : ما ترجــو لأبي طالــب ؟ قـال : (( كل الخير أرجو من ربي )) .
وهذا اللفظ يعكر على لفظ الصحيحين ويحكم عليها بالاضطراب على حسب القواعد التي يسلكونها ويعولون عليها .
والراوي لها عن العباس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل : وهو أموي المشرب أمه هند بنت أبي سفيان أخت معاوية ، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات يزيد بن معاوية ، فأقره عبدالله ابن الزبير ، والعباس رضي الله عنه عم جَدِّه !
وقد روى عبدالله بن الحارث هذا روايات منكرة ومشكلة وعليها عندنا علامات استفهام ! وخاصة ما يتعلَّق منها بالصفــات(26) ! وكان يروي عن كعب الأحبار ترجمته في (( تهذيب الكمال )) (14/396) .
2- روى البخاري (3885) ومسلم (210) عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر عنده عمه فقال : (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه )) .
قلت : هذا الحديث يجاب عنه من وجوه :
( الأول ) : أنه مخالف القرآن صراحة !
فقد أخبر الله تعالى عن الكفار بأنهم { لا يخفف عنهم من عذابها }(27)، وبأنهم { لا يُفَتَّرُ عنهم (28)، وبأنهم ما هـــم منها بمخـــرجين(29) ، وبأنهــم لا { تنفعهم شفاعة الشافعين }(30) ، إلى غير ذلك .
والقائلون بعدم إيمان أبي طالب وكفره يقولون بموجب هذا الحديث أنه يخفف عنه من العذاب بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم !!
ونقول لهم : بأن من شروط الشفاعة أن لا تكون إلا لمن ارتضــاه الله تعالى ! لقوله جلَّ وعزَّ : { لا يشفعون إلا لمن ارتضى } الأنبياء : 28 .
والمقرر عند أهل الأصول أن خبر الآحاد متى عارض نص القرآن القطعي سقط الاستدلال به(31) .
( ثانياً ) : هذا الحديث أورده ابن عدي في كتابه (( الكامل في ضعفاء
الرجال )) (4/236) في ترجمة عبدالله بن خباب والظاهر أنه من منكراته ، وذكر ابن عدي في ترجمته أيضاً : (( قال السعدي : عبدالله بن الخباب الذي يروي عنه ابن الهاد سألت عنه فلم أرهم يقفون على جده ومعرفته )) .
( ثالثاً ) : كيف ورد في حـديث العبـاس الذي في مسلـم (209) أنه صـلى الله عليـه وآله وسلـم قال : (( وجدتـه في غمـرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح )) وهنا يقول : (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار )) وهذا تناقض واضح !
( ملاحظة ) : من الغريب العجيب فيما رووه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى على ابن أبي سلول المنافق ( والمنافقون في الدرك الأسفل من النار ) واستغفر له وكفنه بقميصه كما هو مروي في الصحيحين وغيرهما ، فإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نهاه الله تعالى قبل ذلك بسنين عن أن يستغفر للكفار ـ الذين منهم أبو طالب ـ فكيف يستغفر بعد ذلك لابن أبي سلول ويخالف ما أمره الله تعالى به ؟!
وهذا مما يؤكد لنا بطلان ما رووه في أبي طالب والله تعالى أعلم .



فصل
في ذكر العلماء الذين قالوا بإيمان أبي طالب ونجاته


ذكر مفتي الشافعية في مكة المكرمة في وقته السيد أحمد زيني دحـلان في كتابه هذا (( أسنى المطالب في نجاة أبي طالب )) أسماء بعض العلماء الذين قالوا بنجاته وإيمانه رضي الله عنه وهم : العلامة الشريف محمد بن رسول البرزنجي صاحب الأصل ، والأجهوري، والتلمساني ، والحافظ السيوطي الشافعي ، وأحمد بن الحسين الموصلي الحنفي ، ومحمد بن سلامة القضاعي ، والقرطبي ، والسبكي ، والشعراني .
وذكر الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن السهيلي (( رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم ))(32) .
أقول : وقـد وقفت على بعـض أسماء مؤلفـات من قال بنجـاة أبي طالب وإليـــك ذلك :
1- (( بغية الطالب لإيمان أبي طالب وحسن خاتمته )) تأليف العلامة البرزنجي ، مخطوط بدار الكتب المصرية .
وهذا الكتاب منسوب إلى الإمام الحافظ السيوطي ولما أتينا بمخطوطته من دار الكتب المصرية وجدناه للعلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو طلب رضي الله عنه هذه أدلة قاطعه بإيمانــــــــــــه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انظروا كيف ابوطالب يمدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شعرا ومدحا وايمانا
» الخطبة التي قالها بوطالب رحمه الله عند عقد النكاح النبي بخديجة بنت خويلد رضي الله عنها
» *¤!||!¤*سرجيو راموس *¤!|
» درينثي : اعمل بجد لكسب ثقه المدرب واتمنى المشاركه امام روما { مقابله }
» سيرة ابوطالب رضي الله عنه في الجاهلية وبعد الاسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نادي الشباب الكويتي :: المنتديات العامه :: الـشعـر والأدب-
انتقل الى: