رساله الي من لا يبالي ولايهتم بمظهره وهو يصلي

ا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ
المُسرِفينَ﴿31﴾ المعني إن الإنسان الذي اختار إن يكون مسلما ومؤمنا بالله سبحانه وتعالي وحده وحده لا شريك له في عبادته ولا يخشي سوي الله سبحانه وتعالي وقلبه متعلقا بالله تعلقا لا مثيل له ويبصر بقلبه قبل نظرة وهذا التعلق الحقيقي والإيمان الصادق فتجده يملك شحنه إيمانيه وخشوع قوي ويتوكل علي الله سبحانه وتعالي في كل أموره ففي هذه الاستقامة تجده مطاعا لأوامر الله وحده ففي هذه الشروط المستوفية الواجبات تجده كل زينه وجمال الثياب وطهارة القلب معطرا نقيا والتفسير للآية الكريمة هي شامله الخطاب لكل مؤمن ومسلم ومؤمنة ومسلمه تشهد الله وحده لا شريك له وقلبا ناصعا البياض فيتجمل بأحسن الثياب واللباس ويتطهر عن جميع النجاسات ويحترس من كل السيئات ويحرص علي الحسنات وهذه الصفات كما قلنا شامله للمؤمن والمؤمنة ولكن ما نراه في زمننا مختلف تماما من بعض تصرفات ضعاف الإيمان حيث يلبسون في صلاة ألجمعه وغيرها من الفرائض كما يقولون لباس يفشل فمثلا يصلي ألجمعه بجلابية ولباس رياضي أو ثوب حاسر الرأس وكثير منهم من يصلي ورائحته كريهة من العرق في الصيف خاصة الأسيويون وبعض العرب وهذا مخالف للآية الصريحة وهي إن نأخذ زينتنا في المسجد أو تصلي في البيت لظرف ما لذا تعتبر المخالفة معصية فكيف بعضهم عندما يذهب إلي مدير أو مراقب أو رئيس أو قاضي أو حاكم ماذا يفعل ؟ تراه لا ينام من فرحته بلقاء هذا الإنسان المخلوق فيلبس أحسن الثياب ويتعطر بأحسن العطور فهذا قمة النفاق والرياء ناسيا قوله تعالي {قال الله تعالى: « وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » [ الحشر: 7 ] وأيضا أمرنا الله سبحانه وتعالي بأن لا نسرف في المال ونعطيه حقه في الصرف في المشرف والمأكل والملبس والمعاملات الشرعية . فيكتسب الذنوب من هذه المعصية التي تدل علي لا إيمان حقيقي للخالق وفي صحيح مسلم عن صفوان بن محرز قال قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ قال سمعته يقول: ( يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول هل تعرف فيقول أي رب أعرف قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم فيعطي صحيفة حسناته وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله ) . فقوله: ( فيعطى صحيفة حسناته ) دليل على أن الأعمال تكتب في الصحف وتوزن وروى ابن ماجة من حديث عبدا لله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق فينشر عليه تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله تبارك وتعالى هل تنكر من هذا شيئا فيقول لا يا رب فيقول أظلمتك كتبتي الحافظون فيقول لا ثم يقول ألك عذر ألك حسنة فيهاب الرجل فيقول لا فيقول بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول إنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ) .