سيرة ابوطالب رضي الله عنه في الجاهلية وبعد الاسلام

بط جبرئيل على رسول الله فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعك في خمسة: في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطّلب، وفي حجر كفلك، وهو عبد المطّلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية[15]


• وفي حديث آخر:

نزل جبرئيل على النبي فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب[16]


• قال علي: «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ»، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به»».[17]
بعض الآراء التي تدّعي إسلامه
• ذكر أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشى في شرحه على الكتاب المسمى بشهاب الأخبار للعلامة محمد بن سلامة القضاعى المتوفى سنة 454 هـ. أن بغض أبى طالب كفر، ونص على ذلك أيضاً من أئمة المالكية العلامة على الأجهورى في فتاويه، والتلمسانى في حاشيته على الشفاء فقال عند ذكر أبى طالب: لا ينبغي أن يذكر إلا بحماية النبي ﴿عليه الصلاة والسلام﴾ لأنه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذكره بمكروه أذية للنبى ﴿عليه الصلاة والسلام﴾ وكفر، والكافر يقتل [18]

108


قال أبو العزائم [19]: (والحقيقة أن سيدنا أبا طالب هو رجل السياسة الأول في دعوة الإسلام، فالشواهد التي مرت من كلام الكهان، وعلامات النبوة جعلته يؤمن بسيدنا رسول الله ﴿صلي الله عليه واله وسلم ﴾ من البداية سراً، وأظهر أمام قريش عدم النطق بكلمة الإسلام حتى يتمكن من فض المنازعات بين الرسول الكريم وبين صناديد الكفر والشرك في قريش، وكان له ما أراد والأدلة على ذلك كثيرة).توفي أبو طالب نتيجة المرض والمعاناة في شعب أبو طالب مدافعا ومحاميا عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وكان ذالك قبل الهجرة بثلاث سنوات فحزن الرسول لفقده حزنا شديدا حيث فقد بفقده المحامي المخلص والعم الناصح فجعل عام وفاته عام حداد وحزن فسمي عام وفاته عام الحزن وأمر ابنه علي بن أبي طالب بتجهيزه وغسله ودفن بالحجون بمكة المكرمة.
1. أبو طالب عليه السلام مؤمن قريش | مركز الإشعاع الإسلامي { المصادر }
2. ^ سيرة ابن هشام.
3. ^ سيرة ابن إسحاق ص 135
4. ^ المقتفي من سيرة المصطفى ص 17
5. ^ نور اليقين في سيرة سيد المرسلين ص 48
6. ^ مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 66 للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وعلق عليها قائلًا :«ولكنه أبى أن يدين بذلك خشية العار»
7. ^ تفسير ابن كثير لقوله تعالى "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" نسخة محفوظة 11 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
8. ^ صحيح البخاري برقم (3884)
9. ^ سورة التوبة الآية 113
10. ^ سورة القصص الآية 56
11. ^ أبو طالب مات كافراً - فتوي نسخة محفوظة 22 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
12. ^ متفق عليه رواه البخاري برقم 3883 ومسلم برقم 209
13. ^ السيرة النبوية ج1 ص 226
14. ^ أوائل المقالات في المذاهب والمختارات (لـ المفيد)\ص 46 نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
15. ^ الخصال: 293 ح59
16. ^ الكافي 1/446 ح21
17. ^ كمال الدين وتمام النعمة: 174 ح32
18. ^ (أسنى المطالب فى نجاة أبى طالب)، أحمد بن زينى دحلان، ص91، ط. الهدف للإعلام والنشر - القاهرة.
19. ^ (النجاة فى سيرة رسول الله ﴿ص وآله﴾) ص173
أدلتنا والمحاور والابحاث من المصادر الأخرى
فأبو طلب إذاً عمّ النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، وحاضنه وكافله قبل الإسلام ، ولقد ذكر أنه لما ظهرت إمارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده : من يكفل محمداً ؟ قالوا : هو أكيس منا فقل له يختار لنفسه ، فقال عبد المطلب : يا محمد جدك على جناح السفر إلى القيامة ، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك ؟ فنظر – صلى الله عليه وآله وسلم – في وجوههم وزحف إلى عند أبي طالب، فقال عبد المطلب: يا أبا طالب، إني قد عرفت ديانتك وأمانتك ، فكن له كما كنت له .. وتضيف فاطمة بنت أسد – رضي الله عنها – صاحبة الرواية فتقول : فلما توفي أخذه أبو طالب ، وكنت أخدمه وكان يدعوني الأم عندما أراد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إعلان الدعوة وإظهار أمر الإسلام جاء إلى العباس يطلب منه النصرة والشّدة ، فنصحه بأبي طالب ، فذهبا إليه وكان ردّه : اخرج .. فإنك الرفيع كعباً والمنيع حزباً، والأعلى أباً . والله لا يسلقك لسان إلاّ سلقته ألسن حداد ، واجتذبته سيوف حداد ، والله لتذلّن لك العرب البهم لحاضنها ‍! ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعاً .. ولقد قال : إن من صلبي لنبيّاً ، لوددت أني أدركت ذلك الزمان ، فآمنت به ، فمن أدركه من ولدي فليؤمن به 7 وعند الإعلان وأمام الملأ قال للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم - : قم – يا سيدي – وتكلّم بما تحب ، بلّغ رسالة ربّك ، فأنت الصادق الصدّيق في جوابه لابنه الإمام علي – عليه السلام – حين قال له : يا أبت آمنت بالله وبرسول الله ، وصدّقته بما جاء به ، وصلّيت معه واتبعته ، قال أبو طالب : أما أنه لا يدعوك إلاّ إلى خير ، فالزمه ولعلّ أهم مقالة تدلّ على اهتمامه بحماية النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والإسلام بل على إسلامه وإيمانه ما ورد في وصيته حين قال : يا معشر قريش ! .. وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية الكعبة، فإن فيها مرضاة للرب، وقواماً للمعاش، وثباتاً للوطأة ... صلوا أرحامكم ولا تقطعوها. فإن صلة الرحم منسأة في الأجل ، وزيادة في العدد .. واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت القرون من قبلكم .. وعليكم بصدق الحديث، وأداء الأمانة، فإن فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام.. وإني أوصيكم بمحمد خيراً، فإنه الأمين في قريش، والصدّيق في العرب، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به .. وقد جاءنا بأمرٍ قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن .. وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس وقد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا آمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعوفاها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأصغت له فؤادها ، وأعطته قيادها ... دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم .. كونوا له ولاة ولحزبه حماة .. والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد . ولو كان لنفسي مدة .

حق صحيح واجب ، وبين قوله :

فأيــــــــــــــــّده ربّ العبــــــــــــــــــــــاد بنصــــــــرةٍ

وأظهــــــــــــــــر دينــــــــاَ حقّـــــــه غير باطـــــل

وفي هذا البيت إقرار – أيضاً – بالتوحيد صريح ، واعتراف لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بالنبوة صحيح ، وفي الذي قبله


لما قبض – رحمه الله – أتى أمير المؤمنين – عليه السلام – رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فآذنه بموته فتوجّع توجعاً عظيماً ، وحزن حزناً شديداً ثم قال : امض يا علي فتول غسله وتكفينه وتحنيطه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني . ففعل ذلك أمير المؤمنين – عليه السلام - ، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فرقّ له وقال : وصلتك رحم ، وجزيت خيراً ، فلقد ربّيت وكفلت صغيراً ، وآزرت ونصرت كبيراً ، ثم أقبل على الناس فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : أما والله لأشفعنّ لعمي شفاعة يتعجّب منها أهل الثقلين وردت هذه الرواية في الحجة على المذاهب ص 67 ، والدرجات الرفيعة أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يحوط النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحميه ويدافع عنه وحبس معه في الشعب(1) عند فرض قريش الحصار عليه صلى الله عليه وآله وسلم ونقلت أشعار عن السيد أبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن دينه هو دين الحق إلى غير ذلك ، وسمي عام وفاته هو والسيدة خديجة عام الحزن فهل يعقل أن هذا الشخص لم يؤمن وأنه مات على الكفر بعد هذا كله ؟!

وفي روايةٍ لمسلم (209) :
- وقال أبو طالب مادحاً النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وأبيض يُسْتَسْقَى الغمام بوجهه
يلوذ به الهُلاك من آل هاشم
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فهم عنده في نعمة وفواضل

قال ابن كثير(7) : إن هذه القصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلا مَنْ نُسِبَت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى .
وأخرج البيهقي( عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشكا الجدب والقحط وأنشد أبياتاً ، فقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ودعا فما رَدَّ يديه حتى ألقت السماء بأبراقها ، ثم بعــد ذلك جاؤا يضجـون من كثرة المطر خوف الغرق ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم حوالينا ولا علينا ))(9) .وضحك صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال : لله در أبي طالب لو كان حياً لَقَرَّتْ عيناه ، مَنْ ينشدنا قوله ؟ )) فقال علي رضي الله عنه وكرم وجهه : كأنك تريد قوله :وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثِمَال اليتامى عصمة للأرامــل فقال صلى الله عليه وأله وسلم : (( أجل ))(10) ومما يدل على إيمانه من شعره : ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/194) : [ وأخباره في والذب عنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ معروفة مشهورة ، ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسـد في التراب دفينــا
وقوله :
كذبتم وبيت الله نبزي محمداً ولما نقاتل حـوله ونناضـل ] .

112


انتهى من (( فتح الباري )) .
ومن المشهور عنه أيضاً :
والله لن يصلوا اليك بجمعهم
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
ودعوتني وعلمت أنك صادق
ولقد علمت بأن دين محمد
حتى أوسد في التراب دفينا
وابشر بذاك وقر منك عيونا
ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا
من خير أديان البرية دينا

وهذه الأبيات ذكرها القرطبي في (( تفسيره )) (6/406)(11) .

عام الحزن ، وقد حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موت عمه أبي طالب وزوجته خديجة في السنة العاشرة للبعثة وسمي ذلك العام عام الحزن(12) .
وقال الحاكم في (( المستدرك )) (2/621) : (( وتواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما مات عمه أبو طالب لقي هو والمسلمون أذى من المشركين بعد موته .. )) .ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً تهجمـوا على أذيته قال : يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُ فَقْدَك(13) .وبعد هذا كله نقول : رجل ربَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاف عليه ونصره وحماه من أعدائه وله أشعار في صحة دينه وفي مدحه وحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

فصل

ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب


روى البخاري (3884) ومسلم (24) عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : ( أَيْ عَمِّ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَالا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :لاسْتَغْفِــرَنَّ لَكَ مَـا لَـمْ أُنْهَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَنَزَلَتْ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ

في ذكر العلماء الذين قالوا بإيمان أبي طالب ونجاته


ذكر مفتي الشافعية في مكة المكرمة في وقته السيد أحمد زيني دحـلان في كتابه هذا (( أسنى المطالب في نجاة أبي طالب )) أسماء بعض العلماء الذين قالوا بنجاته وإيمانه رضي الله عنه وهم : العلامة الشريف محمد بن رسول البرزنجي صاحب الأصل ، والأجهوري، والتلمساني ، والحافظ السيوطي الشافعي ، وأحمد بن الحسين الموصلي الحنفي ، ومحمد بن سلامة القضاعي ، والقرطبي ، والسبكي ، والشعراني .وذكر الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن السهيلي (( رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم ))(32) .أقول : وقـد وقفت على بعـض أسماء مؤلفـات من قال بنجـاة أبي طالب وإليـــك ذلك :


113

1- رسائل للحافظ السيوطي.

ثبت في البخاري (1009) أن هذا البيت لأبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (2/496) : [ وهذا البيت من أبياتٍ في قصيدة لأبي طالب ذكرها بن إسحاق في السيرة بطولها ، وهي أكثر من ثمانين بيتاً ، قالها لما تمالأت قريش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونفروا عنه من يريد الإسلام ، أولها : ولما رأيت القوم لا ود فيهم وقد قطعوا كل العراء والوسائل ، وقد جاهرونا بالعداوة والأذى وقد طاوعوا أمر العدو المزايل ، ويقول فيها : أعبد مناف أنتم خير قومكم فلا تشركوا في أمركم كل واغل ، فقد خفت إن لم يصلح الله أمركم تكونوا كما كانت أحاديث وائل ، ويقول فيها : أعوذ برب الناس من كل طاعن علينا بسوء أو ملح بباطل ، وثور ومن أرسى ثبيراً مكانه وراق لبر في حراء ونازل ، وبالبيت حق البيت من بطن مكة وبالله أن الله ليس بغافل ، ويقول فيها : كذبتم وبيت الله نبزي محمداً ولما نطاعن حوله ونناضل ، ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل ، ويقول فيها : وما ترك قوم لا أبالك سيداً يحوط الذمار بين بكر بن وائل ، وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل ، يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل .قال السهيلي : فإن قيل كيف قال أبو طالب ( يستسقى الغمام بوجهه ) ولم يره قط استسقى إنما كان ذلك منه بعد الهجرة ، وأجاب بما حاصله : أن أبا طالب أشار إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي صلى الله عليه واله وسلم معه غلام . انتهى
ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم يشاهد وقوعه ] انتهى كلام ابن حجر من (( الفتح )) .في (( البداية والنهاية )) (3/57) .هذا صحيح ثابت فقد روى البيت ( وأبيض يستسقى الغمام ) البخاري (1009) ولفظ اللهم حوالينا ولا علينا ) البخاري ومسلم كما سيأتي ، وهذا السياق رواه الأصبهاني في دلائل النبوة (1/184) وذكره الحافظ في الفتح (2/295) وعزاه للبيهقي في (( دلائل النبوة )) وقال هناك : (( وإسناد حديث أنس وإن كان فيه ضعف لكنه يصلح للمتابعة ، وقد ذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقاً عمن يثق به )) .
(9) هذا النص (( اللهم حوالينا ولا علينا )) رواه البخاري(933و1013و1014و1015و1020و1021 و1033و3582و6093و6342) في عشرة مواضع ، ومسلم (897) وغيرهما .
والدليل القاطع علي ايمان وبوطالب وعبد الله مصدره كتاب الاشبيهي صفحه 294باب فضائل النكاح و198 كتاب المستطرف
روي أنه حضر بوطالب نكاح أبن اخيه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم علي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومعه بنو هاشم ورؤساء بنو هاشم ورؤساء مضر خطب فقال { الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام علي الناس ثم إن محمد بن عبد الله أبن أخي من لا يوزن به رجل من قريش الا رجح به برا وفضلا وكرما ومجدا ونبلا فإن كان في المال قل ظل زائل ورزق حائل وقد خطب خديجه بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل } وعن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلي الله عليه واله وسلم { أنه دعته أمراءه يهودية اسمها { ليلي } بغي الي نفسها وبذلت له مالا وكانت تتكهن وهي كاهنه يهودية وتسمع بإتيان رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وكانت جميله فأرادت أن تخدع عبد الله بن المطلب أن يكون النبي صلي الله عليه واله وسلم منها للنور الذي رأته بين عينيه وفي رواية ابن منظور جبينه فأبي الحرام والرجس وقال رضي الله عنه والد الرسول صلي الله عليه واله وسلم بيتا من الشعر لها وكله ايمان وطهارة ونسب شريف :
أما الحرام فالحمام دونه --- والحل لا نأبي ونستدينه --- فكيف بالأمر الذي تبغينه --- يحمي الكريم عرضه ودينه { الحمام الموت }
وبعد سنه من الزواج المبارك من الله سافر والده الي المدينة وشاهد المراءة مرة آخري ولم تطلب منه فعل الحرام وقال لها لما لم تطلبي من ذلك بعد سنه قالت النور الذي في وجهك أخذته آمنه بن هب فأبتسم ضاحكا { مصدر هذه الرواية ابن منظور كتاب لسان العرب }


114

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/11) : (( وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جياد )) ، قلت : ممن روى هذا اللعن أحمد في مسنده (4/5) والبزار (6/159) والضياء في المختارة (9/310) وانظر مجمع الزوائد المائدة : 37 .وأخيرا ابنت النبي صلي الله عليه واله وسلم زينب تزوجها ابن الربيع وكان مشركا وعندما نزلت الآية تحرم زواج المشرك بالمؤمنة طلقها النبي صلي الله عليه وآلة ثم أسلم وعاد زوجها مرة ثانيه بنكاح الاول وهذا دليل ايمان بوطالب توفي ولم يطلق زوجته فاطمة بنت اسد وهي مؤمنه لو كان مشركا لطلقها النبي منه ولكن ظلت زوجته حتي توفي رضي الله عنه وثم آية الضحى { ووجدك يتما فآوي } فمن آواه غير بوطالب وقبله جده عبد المطلب وهنا ثناء ومدح من الله تعالي عليهما جده وعمه وسبب النزول سوف نشرح هذه الآية لاحقا
لله در أبي طالب لو كان حياً لَقَرَّتْ عيناه ، اللهم حوالينا ولا علينا
اللهم حوالينا ولا علينا { أسرار وعبر} وروى البخاري (3883) ومسلم (209) عن العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك ... ))(5وفي روايةٍ لمسلم (209) : ((كان يحوطك وينصرك وقال أبو طالب مادحاً النبي صلى الله عليه واله وسلم :
وأبيض يُسْتَسْقَى الغمام بوجهه --- يلوذ به الهُلاك من آل هاشم --- ثمال اليتامى عصمة للأرامل --- فهم عنده في نعمة وفواضل
قال ابن كثير(7) : إن هذه القصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلا مَنْ نُسِبَت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى .
وأخرج البيهقي( عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشكا الجدب والقحط وأنشد أبياتاً ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ودعا فما رَدَّ يديه حتى ألقت السماء بأبراقها ، ثم بعــد ذلك جاؤا يضجـون من كثرة المطر خوف الغرق ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم اللهم حوالينا ولا عليناوضحك صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال ( لله در أبي طالب لو كان حياً لَقَرَّتْ عيناه ، مَنْ ينشدنا قوله ؟ )) فقال علي رضي الله عنه وكرم وجهه : كأنك تريد قوله وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثِمَال اليتامى عصمة للأرامــل
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أجل .
الخطبة التي اوصى بها ابو طالب رحمه الله ودليل آخر علي انه كان يكتم ايمانه خوفا علي ابن اخيه كرجل فرعون
ورد في وصيته حين قال: (( يا معشر قريش ! .. وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية ( الكعبة )، فإن فيها مرضاة للرب، وقواماً للمعاش، وثباتاً للوطأة... صلوا أرحامكم ولا تقطعوها. فإن صلة الرحم منسأة في الأجل ، وزيادة في العدد .. واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت القرون من قبلكم .. وعليكم بصدق الحديث، وأداء الأمانة، فإن فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام.. وإني أوصيكم بمحمد خيراً، فإنه الأمين في قريش، والصدّيق في العرب، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به.. وقد جاءنا بأمرٍ قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن .. وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس وقد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا آمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعفاؤها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأصغت له فؤادها ، وأعطته قيادها ... دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم.. كونوا له ولاة ولحزبه حماة .. والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد . ولو كان لنفسي مدة. وفي أجلي تأخير ، لكففت عنه الهزاهز ، ولدافعت عنه الدواهي ))
كذبتم وحق الله يبزى محمد 000 ولما نطاعن دونه وننا ضل
أنتبه ايها القارئ الذكي والواعي نحن لا نريد نكون مدافعين لا بوطالب رحمه الله ولا ضد ولا عداوة مع ابوسفيان بن حرب او غيره وانما مع الحق اينما دار لماذا نحكم عي بوطالب رحمه الله بالكفر بمجرد رواية واحده وليست حديث عن النبي صلي الله عليه واله وسلم من تابعي وليس صحابي ومن انصار بني آميه ونحن نعرف جيدا العداء قديم جدا قبل الاسلام بين بني هاشم وبني آميه بن خلف في زعامة قريش الا أن الزعامة اصبحت لأبني هاشم بسبب الاقدم في مكة من سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهم السلام وظلت هذه الزعامة حتي استشهاد الامام الحسن عليه السلام بالسم ثم انتقلت الزعامة للدولة الاموية 71 عام وجاء مكانها الدولة العباسية وهي ايضا تنتسب لأهل البيت عليهم السلام فكان صراع طويل جدا وزمن بعيد المدي لذا من السهل تغير وطمس الحقائق كما يقولون الي ما يحبك يشانيك فهناك كراهية شديده لعي بن ابي طالب قتل من بني آميه في معركة احد وبدر من بني آميه تقريبا 35 كافرا وتسأل نفسك لماذا أكلت هند بنت عتبه كبد عم النبي صلي الله عليه واله وسلم حمزة بن عبد المطلب عليه السلام اليس حقدا وكرها وانتقاما من آهل البيت بني هاشم فكيف تصدق هذه الرواية التي تكفر عم النبي صلي الله عليه واله وسلم تاريخ عريق في الانتقام والعداوة القبائل العربية تحمل هذه الصفة الانتقام والثأر شيء معروف ونمط اعتادوا عليه قبل الاسلام وبعده فما الداعي الي معركة الجمل وصفين كلاهما صحابه وآهل البيت هناك اشياء اخفي التاريخ عنها وعن العداوة بين بني آميه وبني هاشم وذكرت لك قصة الرجل الذي شتم الامام الحسن عليه السلام وهو لا يعرفه ولم يؤذيه ولم يأخذ حقه منه ولم يظلمه واليك حديث سب علي بن ابي طالب عليه السلام حيث يأمر معاوية بسبه اليك تفصل الحديث شاملا بدون تنقيص ويأتي من يفند هذا الحديث دفاعا عن معاوية بن ابي سفيان ونحن في صدد هذه الاحاديث كلها التي جاءت في زمن بني آمية وفي حكم الدولة الاموية كيف نصدقها ونعلم العداوة والعداء بينهما قديم ونصدق الراوي ونكذب المجني عليه ابو طالب رضي الله عنه بل نضعه في القائمة السوداء حاتم الطائي كافر وشارع يحمل اسمه فلماذا بوطالب يحرم من ذلك.